يبدو أن مفاجأة القاعدة في أعياد الميلاد كانت خارج حسابات إدارة أوباما كلية ولذا جاءت ردود أفعالها مرتبكة جدا بل ومتخطبة لدرجة كررت معها أخطاء جورج بوش فيما يتعلق بالمسارعة بتشديد القيود على سفر العرب والمسلمين بل والتفكير أيضا في مغامرة عسكرية جديدة في اليمن الجريح. تنظيـم ـالق ـاعده فما أن أعلن عن إحباط محاولة تفجير طائرة أمريكية خلال رحلتها من أمستردام إلى ديترويت ، إلا وترددت تقارير صحفية حول أن واشنطن تدرس إرسال قوات عسكرية إلى اليمن لمحاربة القاعدة التي تزداد قوتها هناك يوما بعد يوم ، ورغم أن هذا الأمر يصب حاليا في مصلحة الحكومة اليمنية التي تواجه تمرد الحوثيين وحركة انفصالية في الجنوب ، إلا أنه يشكل تهديدا كبيرا لاستقرار اليمن على المدى البعيد بل ومن شأنه تهديد الاستقرار في كافة دول الجوار وحشد مزيد من التأييد للقاعدة. تنظيـم ـالق ـاعده ويبقى الأمر الأهم وهو فشل المغامرة العسكرية الأمريكية في العراق وأفغانستان في القضاء على القاعدة ، بالإضافة إلى الفشل الذريع الذي منيت به وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية " سي اي ايه " قبل وبعد أحداث 11 سبتمبر ، حيث انتشرت القاعدة وتوسعت في دول كثيرة ومن بينها اليمن رغم التعاون الاستخباراتي الوثيق بين حكومات تلك الدول وواشنطن . تنظيـم ـالق ـاعده وأمام الحقائق السابقة لم يكن مستغربا أن تحذر صحيفة "الاندبندنت" في تقرير لها في 4 يناير الولايات المتحدة وبريطانيا من العواقب الوخيمة التي قد تحدث نتيجة إقدامهما على محاربة عناصر تنظيم القاعدة في اليمن ، مضيفة أنه قد يأتي فيه يوم على واشنطن ولندن يعضان فيه أصابع الندم بسبب تدخلهما. وأضافت الصحيفة البريطانية أن إرسال قوات عسكرية أو إنشاء فرقة لمكافحة الإرهاب من أفراد أمن يمنيين مدربين على يد قوات أمريكية سيكون سلاحا ذا حدين ، فيما تعمل الحكومة اليمنية على تصوير أعدائها الكثر سواء أكانوا من الحوثيين الشيعة أو الانفصاليين في الجنوب على أنهم حلفاء للقاعدة. تنظيـم ـالق ـاعده وتابعت " إغلاق السفارة الأمريكية والتي توصف في اليمن بالحصن الشنيع يؤكد مدى ضعف هذه المنشآت في زمن الانتحاريين ، فغرض حمايتها بكل السبل ـ كما في بغداد ـ يحولها إلى جيب أجنبي محصن ينظر إليه أهل اليمن باستياء ويصبح رمزا للنوايا الإمبريالية ". واستطردت " سيكون خطأ كبيراً فتح جبهة ثالثة بعد العراق وأفغانستان ، وإذا حاولنا التعامل مع هذه المشكلة باعتبارها مشكلة أمنية أمريكية ، فإننا سنواجه خطر تفاقم المشكلة ، إنه ينبغي للولايات المتحدة التعلم من أخطائها في العراق وأفغانستان ، إذا ذهبنا إلى هذه الحرب وجعلناها حربنا ، فإنها فجأة ستصبح ضدنا وسنخسرها". تنظيـم ـالق ـاعده وأكدت الصحيفة أن القوة العسكرية وحدها لا يمكن أن تحتوي التهديد ، مشيرة إلى تقرير لمركز المجتمع الأمريكي الجديد صدر في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي جاء فيه أن السيناريو الأفضل بالنسبة إلى اليمن لتظهر كدولة مستقرة هو أن لا تمثل ملاذاً آمناً للجماعات "الإرهابية" الدولية ، ولكن هذا هو مثل أعلى والسياسة الأمريكية وحدها لا يمكن أن تحقق مثل هذه النتيجة. وانتهت "الاندبندنت" إلى القول في تقريرها :" إنه ينبغي أن يكون هدف السياسة الأمريكية أكثر تواضعاً ويهدف إلى إبعاد اليمن عن الوقوع في الهاوية من خلال زيادة الاستقرار الداخلي ، وهذه المهمة لن تتحقق بسهولة وبسرعة أو بكلفة زهيدة