القادسية 25 شباط/ فبراير (آكانيوز)- انطلقت قبل قليل من صباح اليوم الجمعة، تظاهرة سلمية ضمت رجلا ونساء من مواطني المدينة.
وانطلق المتظاهرون بعد تجمعهم في شارع المواكب قرب جامع المصطفى، بشكل أفراد ومجاميع يصل عداد المجموعة الواحدة قرابة الـ 50 متظاهر، ثم اخذ عددهم بالتزايد حتى وصل عددهم نحو (10) آلاف متظاهر.
واتجه المتظاهرون قاطعين شارع المواكب، نحو بناية المحافظة القديمة عند (استدارة الصدرين) داخل مركز المدينة، لكن المتظاهرين أكدوا ان هذا المكان لا يتسع عددهم ويؤدي غرضه، سيما وان مبنى المحافظة الجديد حيث تتواجد الحكومة المحلية بشقيها التشريعي والتنفيذي، على نحو 250 مترا من مكان تجمعهم، فقرر المتظاهرون التوجه نحو بناية المحافظة الجديدة والتظاهر هناك.
وشهدت التظاهرة التي حضرها مراسل وكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) مشاركة الرجال والنساء، حيث شاركت حتى وقت كتابة هذا التقرير نحو (20) امرأة اغلبهن من الناشطات في مجال المجتمع المدني.
وحمّل المتظاهرون في تظاهرتهم، لافتات منها ما تهتف (بالروح بالدم نفديك يا عراق) وأخرى (لبيك يا عراق)، فيما رفض ابناء الديوانية المتظاهرين ان تكون تظاهرتهم هذه غير سليمة وان يقف وراؤها البعثيون والصداميون ومجاميع الإرهاب التي تريد النيل من المدينة.
وردد المتظاهرون "لا إرهاب ولا بعثية.. احنه (نحن) أهل الديوانية".
وطالب المتظاهرون عبر هتافهم (انتظرنا طويلا طويلا.. والخدمات والتموين سراب في سراب)، بتحسين الخدمات وتوفير مفردات البطاقة التموينية كأقل حق للمواطن على حكومتيه المحلية أو الاتحادية.
وفي محاولة لإثبات المتظاهرين حسن نيتهم ورفضهم التخريب والمساس بأمن المدينة، حمل المتظاهرون لافتات تنص (تحية حب للجيش العراقي الباسل) و(تحية محبة للشرطة العراقية الوطنية)، كما تبادل عدد منهم التحيات والسلام مع عناصر الأجهزة الأمنية المتواجدة هناك.
فيما قام عدد من المتظاهرين بتوزيع الورود على أفراد الشرطة المتواجدين بالقرب من المتظاهرين لتوفير الحماية الأمنية اللازمة، معربين إنهم يمثلون أبناء الديوانية الأصلاء بمواطنيها ومثقفيها ومهندسيها والناشطين المدنيين فيها، وليس من العناصر المشبوهة او المتهمة بولائها البعثي، كما يشيع البعض.
وحمل المتظاهرون نحو ألف علم عراقي، ليؤكدوا وطنيتهم وولائهم للوطن وعدم خضوعهم لأية أجندة خارجية، رافضين أن يتهموا بوطنيتهم ونيتهم التخريب والمساس بأمن المدينة.
وقبيل انطلاق التظاهرة شهدت محافظة القادسية، إحكام الأجهزة الأمنية سيطرتها على المنافذ الرئيسة للمدينة، لمنع دخول وخروج السيارات والمارة من والى المدينة.
وذكر محمد حميد وهو موظف حكومي لـ (آكانيوز) إن "قرار منع دخول وخروج المواطنين من والى المدينة، كان مفاجئا وخاصة أن الأجهزة الأمنية او الحكومة المحلية، لم تعلن عن ذلك مسبقا في الليلة الماضية، حتى يكون المواطنون على بينة من أمرهم، ولا يفاجئوا بعد قطعهم طريقا طويلا حيث قدموا من النواحي والاقضية التابعة الى المحافظة".
فيما أكد مدير العلاقات والإعلام في مديرية شرطة القادسية المقدم حافظ العبودي لـ (آكانيوز) ان "هذه الإجراءات الاحترازية تمخضت عن الاجتماع الأمني الذي جمع قائد الفرقة الثامنة في الجيش العراقي مع مدير الشرطة والمحافظ".
ولم يكشف العبودي عن "سبب هذه الإجراءات الاحترازية"، رافضا "تحديد الوقت الذي سترفع هذه الإجراءات منعا من استغلال البعض ذلك". لافتا الى انها "فرضت وسترفع إلى إشعار آخر".
ويعتقد المتظاهر علي عباس طاهر أن "غلق الطرق الخارجية ومنع دخول وخروج المواطنين ليس بدافع منع دخول السيارات المفخخة أو الأحزمة الناسفة، لحماية المواطنين والمتظاهرين".
وتابع بالقول ان "منع الحكومة المحلية لدخول وخروج الراجلة والسيارات من والى المدينة، لتفويت الفرصة على المواطنين القادمين من خارج المدينة للمشاركة في التظاهرة التي ستنطلق في هذا اليوم".
ودعا الحكومة المحلية الى فتح الطريق ليمارس المواطن الديواني حقه الدستوري في التظاهر والمطالبة بحقوقه الدستورية.
وتبعد مدينة الديوانية، مركز محافظة القادسية، مسافة (180/كم) إلى جنوب العاصمة العراقية بغداد.
وتأتي هذه التظاهرة بالتزامن مع انطلاق تظاهرات مماثلة في كل من بغداد العاصمة، والبصرة ثاني أكبر المدن العراقية احتجاجا على نقص الخدمات العامة.
وكانت الدعوات قد تواترت عبر مواقع التفاعل الاجتماعي على الانترنت ومواقع الكترونية عراقية، إلى القيام بتظاهرة مليونية اليوم الجمعة في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، إضافة إلى محافظات عراقية أخرى لتحسين الوضع المعاشي والخدمي.
وتتركز مطالب المحتجين حول تحسين الخدمات، وزيادة ساعات تجهيز الكهرباء، وإيصال مواد البطاقة التموينية بصورة منتظمة دون انقطاع، وإيجاد حلول ناجحة للقضاء على البطالة، وحل وإقالة بعض المحافظين والمجالس المحلية.
وكان رئيس الحكومة نوري المالكي قد دعا يوم أمس، العراقيين إلى عدم المشاركة في الاحتجاجات التي من المقرر أن تنطلق في بغداد ومحافظات أخرى للمطالبة بتحسين الخدمات، محذرا في الوقت نفسه من تغيير مسار التظاهرة من سلمية إلى تخريبية.
وسبق دعوات المالكي بيان أصدره المرجع الديني محمد اليعقوبي، عبر من خلاله عن "قلقه" و"توجسه" من تظاهرات يوم الغد على اعتبار أن "جهات غير معروفة تقف وراءها".
وقال اليعقوبي في بيانه، إن "تظاهرات يوم غد الجمعة يحيطها الكثير من التوجس والشك والقلق، لأننا لا نعلم الجهات التي تقف وراءها، ومن الذي سيتولى تنظيمها، ومن الذي يتعهد بتوجيه المتظاهرين وضبط حركتهم، حتى لا تتعرض مؤسسات الدولة التي هي ملك الشعب والممتلكات الخاصة إلى التخريب