نحن أمام موقفين أحدهما يؤكد بأن مندسين سيحاولون تغيير وجهة المظاهرات وممارسة العنف والتخريب والتدمير, والثاني يؤكد حق الشعب في التظاهر والتعبير عن الرأي, وأن المتظاهرين مصممون على أن تكون مظاهراتهم سلمية وديمقراطية وبعيدة كل البعد عن العنف والتخريب والتدمير والحرائق. يقف رئيس الحكومة والناطقون باسمه إلى جانب الفريق الأول لأنها لا تريد المظاهرات ولا تريد الضغط المتعاظم عليها لتنفيذ سياسات أخرى ولا تريد الخروج من دائرة المحاصصة الطائفية لأنها المدينة لهذه المحاصصة السيئة في وجودها في السلطة. في حين يقف المزيد من البشر المعذب في الصيف والشتاء بسبب غياب الكهرباء والبطالة والفقر والعوز.., بسبب الفساد المالي والإداري وبسبب التمييز بين البشر على اساس الهويات الفرعية وبسبب الفجوة المتفاقمة في مستوى الدخل والمعيشة والحياة بين الفئات الاجتماعية, بين الحكام والغالبية العظمى من الشعب...الخ.
المظاهرات لا تخيف أحداً إن كان مخلصاً لشعبه ووطنه, ويمكن لأبناء وبنات الشعب التعاون الجاد من أجل إيقاف الأعمال التخريبية المحتملة التي تخشاها الحكومة وتسعى للتبشير بذلك.
أمام أجهزة الأمن والشرطة مهمتان أساسيتان هما:
1. حماية المتظاهرين ومنع أي اعتداء أو تجاوز عليهم من أي جهة تخريبية.
2. منع الأعمال التخريبية التي يمكن أن تقوم بها قوى معينة والتي تتحدث عنهم الحكومة.
وفي الحالتين يمكن التعاون الجاد والمسؤول مع المتظاهرين وليس الاعتداء عليهم كما حصل يومي 21 و23 شباط/فبراير 2011 على الخيمة في ساحة التحرير وعلى مرصد الحريات الصحفية ببغداد.
إن المصممين على التظاهر يؤكدون بأنهم سيخرجون غداً لا في بغداد فحسب, بل وفي جميع أنحاء العراق, وهو أمر يعبر عن التضامن الفعلي بين الشبيبة والشعب ويؤكد بأنهم جميعاً يعانون من ذات المشكلات ويطالبون بحلها, سواء أكانت اقتصادية وخدمية أم اجتماعية أم سياسية أم ثقافية.
سترتفع رايات المتظاهرين الخفاقة وهي تحمل مطالب الشعب التي أجبرتهم على التظاهر لأن الحكم قد أمعن في التجاوز على حقوق الإنسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية,
سيسير المتظاهرون تحت رايات السلام والمطالبة بالأمن ومطاردة الإرهاب وبعيداً عن سياسات المحاصصة والتمييز بين المواطنات والمواطنين.
ستسير المظاهرات بصورة سلمية وديمقراطية وبعيداً عن العنف والتخريب والتدمير.
وستبرهن على أن الناس متحضرون ويرفضون العنف الذي مورس ضدهم حتى يوم أمس.
وسوف لن يكفوا عن التظاهر حتى تتحقق لهم ما يسعون إليه