رسالة للمالكي وعلاوي و كل الذئاب
للكاتب:_ محمد بني لام
لا نعرف ان كان هنالك أي زلزال شعبي بأمكانه ان يحرك ضمائركم ,ان يستثير عقولكم لحراك سياسي من نوع اخر غير الذي عهده الشعب العراقي بكم فخيبتم امله الشعب يتظاهر هنا و هناك و انتم لا تزالون على نفس وتيرة الخلاف و التخاصم و لا تزالون تؤمنون بوتيرة اللقاءات " المثمرة" دوما .. تثمر خرابا و وكواتما و مفخخات و طينا على رؤوس اهلنا الفقراء الذين لا يشبهونكم في مساكنهم ولا في ملابسهم ولا في شوارعهم و اطيانهم و جيحهم وبهذلتهم .. الا ترون انكم تحكمون و تتحكمون بأمة من المتسولين و دواوينكم الزاهية تزدهي بالورود العطرة .
هل تمثلوننا انتم .. انكم لا تلبسون سروايلنا الملحاء و لا تشبه جبهاتكم التنك الحديدية الصدئة جبهات الجنوبيون السمر و لا اراكم بكيتم على رجل دعاه تشرذمكم و تفرقكم وشقاقكم الى ان يحرق نفسه بصمت في موصل الشرفاء
هل تتطرقون في لقاءاتكم المتكررة و المتذمرة الى فقراء العراق و كهرباء العراق و شوارع العراق الطينية و المستنقعات التي حولتها المطرة الاخيرة الى بحيرات رائعة الجمال
انا لا اعرف أي صلة تربطكم بأطفال العراق و هم يحملون معهم قواطي البوية الفارغة و قد ملئوها بعدة العمل يصبغون احذية الناس على ارصفة الشوارع و على ابواب المقاهي .
هل تتشرفون بمتثيل هؤلاء ؟
هل يتشرف هؤلاء بكم
متى تحسون
متى تشعرون
متى تستحون ايها الفاشلون
صدقوني ان الشعب يتمنى ان يحرقكم , هذا ما اسمعه من المواطنين , انها حرب طبقية وليست مجرد تظاهرات بطاقة تموينية , و الناس لا تتذمر من جوعها بل من شبعكم و تخمتكم و عدم احساسكم و بلادة حسكم و رضاكم بأن تكونوا في سماء البذخ والخيلاء و اهلكم الذين اوصلوكم الى مناصبكم الحالية ابتلاهم الله بكم شر البلاء
ان الشعب اليوم يسأل عن رواتبكم .. كم تقبضون ؟ انت يا ذا الذي تفضل بالتنازل عن نصف مرتبه هلا اخبرتنا كم تقبض
الناس التي اوصلتك الى ما انت عليه تسألك كم تقبض ؟ و لماذا يكون بينك و بين مواطينك كل هذا التفاوت
هل فيكم واحد نظيف يمكنه ان يخرج على الملأ ليقول لنا كم يقبض من اموال الشعب ؟ و هل يستطيع أي واحد منكم ان يفسر هذا النهب المنظم لثروات الشعب الجائع بأمر من بريمر ؟
اما كان فيكم فرد شريف يقول لبريمر لا نريد هذا المال الفائض عن حاجتنا وحاجات اولادنا و احفادنا ؟
و انت يا رئيس الوزراء هل تظن نفسك رمزا شعبيا و انت لم تحس بهذا الفارق الطبقي المريع الا بعد ثمان سنوات من القهر و الضيم ؟
صدقني انني اسمع مواطنين عاديين يقولون " ليش نزل راتبه جا لمن هوست الناس .. جا غير تطلع من ذاته "
الشعب العراقي متسامح و سيرضى لو انه وجد فيكم ذرة من خجل وقليلا من ملح و احساس !
و انت يا ذاك الاخر نريدك ان تخجل انت الاخر بدكك و مدكوكك على مجلس السياسات العليا و ان تكف عن التهديد بين الحين و الاخر بزعزعة الامن والاستقرار اذا لم تعطك الحكومة ما تريد
فأنك حين تهدد انما تهدد شعبك الذي انتخبك و تعرض حياة مواطنين فيهم من انتخبك لأخطار الموت
علاوي و مالكي .. تفاهما من الان _ الان الان وليس غدا _ بلغة الشعب .. بأسلوب الشعب .و كما يريد الشعب ... الشعب العراقي يقول ليس هناك أي خطر في تسليم أي منصب امني لأي شخصية عراقية من أي مكون ما دام الذي تسلمونه المناصب الامنية عراقيا
و الشعب العراقي لا يقبل ان يحصل فراغ امني بسبب التنازع على المناصب الامنية
و الشعب قال انه لا يريد من هذا او ذاك ان يتطاول على بنود الدستور كما انه يطالب المعنيين بتأليف شرح وافي واضح لمواد الدستور حتى لا يتطاول عليه المتطاولون
الان اتركوا نقاشاتكم الهاذية و جلساتكم المثمرة و تجمعوا معا و ابحثوا عن الطريق الاسرع لتلبية مطالب الثوار وحين
تننتهون من انجاز اخر مطلب لأخر متظاهر على الوجه الاكمل و الاتم ارجعوا الى سفاهات سياساتكم الخرقاء التي لا نعرف من كواليسها شيئا
ما نعرفه ان موكبا مهيبا لقيادي منكم يتوجه الى قيادي من الطرف الاخر و تجلسون تبسبسون فيما بينكم و تخرج منكم قصاصات ورق ترسلونها للاعلام تتحدثون فيها عن ثمار المحادثات التي لا تنتهي مثل معاناة المواطن العراقي
استحوا يا جماعة و خلونا ولو لمرة واحدة نفخر بكم
نوابنا .. نوائبنا .. يامن انتخبناكم .. نريد منكم و من كل شخصية سياسية ان تطلب تخفيض راتبها المسروق من اموال الشعب .. ونسبة 50 % لا ترضي الشعب نريد ان تأخذوا رواتبا تعيشكم و انما نستميحكم فقط ان لا تسرقوا اموال الحمالين و صباغي الاحذية و اموال الارامل و الايتام
كما اننا نطلب من كل مسؤول اوصلته مهازل القدر الى السلطة ان يعف عن سرقة اموال حمايته فقد طفح الكيل و هذه حمايات قوم منكم تروي لنا ان البعض منكم ياخذ اموال حمايته مناصفة او اقل او اكثر و فوق ذلك فأنه يستخدم الحمايات في البناء و اعمال المنزل و التصليحات بدعوى انه يريد ان يحلل لقمة حمايته المساكين ؟ و لم لا تحلل لقمتك انت
اصلحوا الامور قبل ان تخرج الامور و الخطوة الاولى التي تخطونها هو ان تجتمعوا معا و تعلنوا اعتذارا جماعيا للشعب العراقي و تشكرونه على صبره الطويل و تعدونه بأن تقلبوا صفحة على ماضيكم المليء بالقصور و التقصير و العار و الشنار لنبسط لكم الامور .. ستتطور الامور و تنتشر الثورة و الثوار كما تعلمون يتواصلون و يتكاثرون و هم يفكرون بمنطق لا تفهمونه انتم .. هم يقولون لا شيء لدينا لنخسره .. حقا هل عندهم شيء يخافون عليه ؟ لذلك فأنتم امام احتمالين كئيبين يخيمان على مستقبلكم السياسي .. اما ان تتصل الثورة و يدوم الاعتصام مع تصاعد في مطالبهم المشروعة كلها بالغة ما بلغت و ستنتهي بكم الى سفرة بلارجعة الى خارج الحدود .. و اما ان هذه المظاهرات الكريمة الشريفة ستكون حزبا سياسيا اكثر شرعية و اكثر طهرا و نزاهة و تحررا من كتلكم و احزابكم الفاشلة .. و سيكنكسم حزب المتظاهرين الجديد الى قاع التاريخ و لن يذكركم احد بخير .