قبل عقود, قرات مقالا اعجبني كثيرا يحكي صاحبه بسخرية حال احد سكان بيروت اثناء الاجتياح الاسرائيلي لبيروت,حيث تسقط احدى القذائف الاسرائيلية في احد المدن اللبنانية فيقول ذلك الشخص "الحمد لله انها لم تقع في مدينتي",ثم تقع قذيفة اخرى في مدينته فيقول"الحمد لله انها لم تقع في محلتي", وتقع قذيفة اخرى في محلته,فيقول الحمد لله انها لم تقع في شارعي,فتقع قذيفة اخرى في شارعه فيقول "الحمد لله انها لم تقع في بيتي",فتقع القذيفة في بيته وعندها,يمكنكم انتم ان تكملوا السلسة!!.
في سورة النمل يحكي لنا القران قصة من عالم "الاجتماع" لكن من امة النمل,فيروي لنا كيف ان نملة رات سليمان وجنوده يهمون ان يمروا في الطريق فنصحت النملات ان يدخلن مساكنهن "لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون".
ويقال ان قصابا هم بنحر بعيرين,فلما ان شد وثاق احدهم هو ورهط ممن معه والقاه على الارض وهمّ بنحره,ولما ان وصلت السكين الحلقوم وثار الدم لم يجد البعير الثاني وهو يرى اخوه البعير تفعل به الافاعيل الا ان يهجم على القصاب وان يعضه من ذراعه حتى اقتلعها,
ووفقا لهذه السلوكيات يوصف الحيوان بانه "مخلوق اجتماعي ", ومصطلح "اجتماعي" لا تعني ان يعيش الكائن الحي قرب اخيه من اجل ان "يسولفون" او "يتزاوجون" او"يتزاورون" فقط, وانما من اجل ان يحمي احدهم الاخر, فالمجتمع "بنية" كما تعرفه المدرسة" البنيوية",والبنية يعني "كالبنيان المرصوص اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
عندما كنا في المعتقل,
كنت ومن معي لا ننتظر ممن في خارج المعتقل سوى ان يقوموا باحدى اثنين,
اما ان يشن المجاهدون هجوما على المعتقل فيحرروننا منه (او حتى ان يدفنوننا فيه ),
او أن يخرج ذوونا بمظاهرات صاخبة لايصال صوتنا ومعاناتنا الى العالم اجمع حتى يعرف الناس حقيقة هؤلاء الهمج الذين يحكمون العراق, وكلما اتصل احد المعتقلين باهله طالبناه بان يدعوهم للخروج بمظاهرات نصرة لنا, وذلك اضعف الايمان.
ارأيت لو انك اليوم تقبع في احدى زنازين حكومة المالكي المجوسية وقد منعوا عنك الطعام والشراب ولم تجد غير بولك لتشربه,
ارأيت لو قال لك احدهم انك لو خرجت بمظاهرة لوحدك مشيا من البصرة الى دهوك فقد يطلق سراحك بعد ان يجتمع الناس حولك ويعرفوا معاناتك ,
هل كنت ستوافق على ذلك؟؟,
بالطبع ستوافق,
بل ستتمنى ذلك وتسعى له بكل قوة.
الان اخبرني يا من ترى اخوانك يقتلون في المعتقلات ثم لا تحرك ساكنا, ايهما افضل,انت ذلك البعير الذي في القصة اعلاه؟؟.
يقال ان الشعب التونسي خرج بكل تلك الثورة التي اطاحت باحد ديناصورات الحكم فقط لان احد الشباب احرق نفسه بعد ان ضاقت به "البطالة" وسوء الحال,
ويقال ان الشعب المصري ثار على فرعونه ليس لان فرعون مبارك يعتقل نصف مليون شاب لا لشيء سوى لانهم لا يلطمون في عاشوراء, ولا لانه اطلق سراح جميع عناصر الميليشيات ومجرمي جيش المهدي رغم كل ما اقترفوه بحق اهل السنة والعراقيين جميعا, ولا لانه اصدر عفوا عن جميع المعتقليين الايرانيين بينما يتم اعدام المجاهدين العرب مباشرة بدون محاكمة , ولا لان ابنه "شلح" احدى العلويات في شارع الكرادة لانها رفضت ان تخرج معه!!,ولا لان نسبة الفساد الاداري والمالي في زمنه جعلت مصر اول بلد في الفساد عالميا,ولا لانه كان يدير عصابة لسرقة الاثار العراقية وانه قام بسرقة حتى الاثار التي اعادها اليه المحتل الامريكي!!!, ولا لان مقدار راتبه ومنافعه الاجتماعية تكفي لان يعيش ثلث الشعب العراقي في رغد وهناء, ولا لان عدد السجون السرية في حوزته يفوق عدد الجامعات العلمية في العراق, ولا لان المنظمات الاامريكية قبل العراقية كشف عن قيامه باغتصاب اربعمائة معتقل فيما ما زال العدد الحقيقي لا يعرف لحد الان!!, وفوق كل هذا فان الشعب المصري لم يثر على فرعونه لانه جاء على ظهر الدبابة الامريكية, او انه ذهب الى واشنطن ليضع اكاليل الزهور على من قتل واستباح الشعب العراقي ,بل ولا لان وكيل السيستاني تبين انه احد اكبر الزناة في التاريخ وانه كان يستغل كهنوته لكي يزني ببنات الناس!!, ليس لهذا ثار الشعب المصري ضد فرعونه,وانما ثار فقط بسبب "تزوير نتائج الانتخابات الاخيرة" و"عزمه على توريث الحكم"و"تضييق حرية العمل السياسي والاعلام" و"البطالة", من اجل ذلك خرج الشعب المصري على بكرة ابيه يهتف باسقاط فرعون.
فاين نحن من هذه الشعوب؟؟,
ورغم اني كنت افضل ان يخرج الشعب التونسي لاسقاط زين العابدين لحظة احتلال العراق عندما لم يصنع شيئا لنصرتنا,ورغم اني كنت افضل ان يخرج الشعب المصري بملايينه ليس من اجل "البطالة" وانما من اجل طرد الايرانيين الذين احتلوا العراق بدعم من فرعونهم,لكنهم رغم ذلك لا يلامون على عدم نصرتهم لنا ما دام البعض يرى ان "الوطن" اهم من "الامة", فيا شعب العراق,
ويا اهل السنة تحديدا, يا من يذوق ابناءكم المر والهوان على يد عملاء امريكا وايران وانتم تاكلون وتشربون وتنامون , يا من انستكم فتات الموائد حقكم ومصير اجيالكم واهات اخوانكم,متى ستثورون من اجل دينكم وارضكم وعرضكم؟؟,
متى سيكون لكم فعل او صوت او حتى همسة؟؟, هل استعذبتم الاحلام؟؟,ام استطعمتم البطالة؟؟,ام اغرتكم المذلة؟؟؟,هل تظنون ان واحد منكم سيفلت من سجون المجوس وسياطهم ؟؟,ابدا لن يكونوا كما اخبرتكم سابقا,فقد اعد المالكي لكل شخص من اهل السنة مذكرة اعتقال بانتظار الوقت المناسب لتنفيذها,وسوف يسلكون كل الطرق لطردكم من وظائفكم ومدنكم وحتى من حياتكم, فلا تكونوا كذلك الذي قال "اكلت يوم اكل الثور الابيض",فقد اكل اليهود والمجوس كل الثيران وانتم ما زلتم ترجون منهم خيرا!!,
يا اهل السنة في العراق,افيقوا فلم يعد لكم في النوم مستقر ولا مستودع!!.
كان للشيخ احمد الكبيسي دور لا ينكر في اشعال الروح الدينية في الشعب العراقي واهل السنة تحديدا, وكان لخطبه الشيقة واسلوبه الجميل دور كبير في هداية كثير من الناس الى الاسلام والتوجه التعبدي,بعيد الاحتلال الامريكي بايام,وحيث كان اهل السنة في انتظار شخصية دينية وسياسية تقودهم, دخل احمد الكبيسي العراق, وظن اهل السنة انه سوف يكون قائدهم المحنك بما عرف عنه من ذكاء ومهارة سياسية,تجمع الناس في مسجد الامام ابو حنيفة,وكلهم ينتظرون من هذا الشيخ الذي اتفقوا على تتويجه عليهم ان يسمعهم ما كان يحرضهم عليه قبل سنوات,الجهاد,الثورة,التحشيد,الدعوة,وباقي الكلمات التي كان يحضر التفوه بها ايام صدام,وفجاة,وبدلا من ان يسمعون منه صيحات "حي على الجهاد",واذا بالشيخ الهمام يقول لهم "فلنعطي الامريكان فرصة"!!!!.
ادلهمت الوجوه,ونكست الرؤوس,واصبح عدد من يخرج من المسجد اكثر ممن يدخل اليه,واخيرا اصبح من يبصق في وجه الكبيسي اكثر ممن ينظر اليه!!!.
علم بلدك
الخميس فبراير 17, 2011 8:32 am
