كوكو صاحب الموقع
علم بلدك :
المهنة :
المزاج :
هوايتك :
الجنس :
تاريخ الميلاد : 24/01/1981
عدد المساهمات : 2105
تاريخ التسجيل : 19/08/2009
العمر : 43
m m s :
| موضوع: اسرار الانحناء الإسرائيلي أمام الشموخ التركي الثلاثاء يناير 26, 2010 8:23 pm | |
| اسرار الانحناء الإسرائيلي أمام الشموخ التركي
بقلم : جاسم الجاسم .."
هذا هو الحد الأدنى من الردود المتوفرة بحوزتي بعد التحرشات التركية المتكررة بنا".
ما سبق جزء من تصريح متعجرف أدلى به نائب وزير خارجية إسرائيل داني ايالون في القناة الثانية من التليفزيون الإسرائيلي ردا على مطالبات بعض العقلاء الإسرائيليين بتقديمه الاعتذار عن إهانة السفير التركي لدى تل ابيب أحمد أوجوز.
ولكنه اضطر بعد حوالي 24 ساعة من إدلائه بهذا التصريح إلى التراجع للوراء 180 درجة، ووجه رسالة اعتذار مكتوبة إلى السفير التركي طالبا السماح من شخصه ومن الشعب التركي وجاء في نص الرسالة: "أود أن أعرب عن احترامي الشخصي لك وللشعب التركي برجاء إبلاغ ذلك للشعب التركي الذي نكن له احتراماً كبيراً وآمل أن تسعى إسرائيل وتركيا لقنوات دبلوماسية هادئة من أجل إبلاغ الرسائل".
فما أسباب هذا التراجع الإسرائيلي خاصة انه اتضح في وقت لاحق أن قرار الاعتذار تم اتخاذه على أعلى مستوى بتعليمات من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس وزرائه المتعجرف بنيامين نتنياهو؟. بل ان الانحناء الإسرائيلي أمام الشموخ التركي جاء قبل أن تنتهي المهلة التي حددها الرئيس التركي عبدا لله جول لتقديم الاعتذار أو سحب السفير كبداية لإجراءات عقابية أخرى.
وبدأت قصة إذلال إسرائيل بمحاولة أيالون توجيه اهانة للدبلوماسي التركي المخضرم أحمد أوجوز عندما استدعاه يوم الثلاثاء 12 يناير الجاري للاحتجاج علي مسلسل درامي تركي تزعم إسرائيل أنه "معاد للسامية" لأنه يصور جهاز الاستخبارات الإسرائيلي وهم يخطفون الأطفال ، وأيضا للرد على انتقادات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لعدوانية إسرائيل وجيشها ضد الفلسطينيين الابرياء .
وأرغمه علي الانتظار طويلاً قبل استقباله ،وتعمد عدم مصافحته ،ولم يضع العلم التركي علي الطاولة خلال اللقاء بجوار العلم الإسرائيلي كما تقتضي الأعراف الدبلوماسية. ورفض تقديم المشروبات تحية للسفير التركي وبحسب صحيفة "تايم تورك" طلب أيالون من الصحفيين ان يذكروا ويصوروا جلسة السفير التركي في مستوي أدني من المسؤولين الإسرائيليين، وزاد الطين بلة بقوله أمام كاميرات التلفزيون إنه يرفض مصافحة السفير وإن الأمر الجوهري أن يرى العالم أنه يبدو "منخفضا" بينما نحن "مرتفعون".
انتفض الأتراك شعبا وحكومة ومعارضة ضد إسرائيل لأن الاهانة ليست للسفير فقط ولكنها بهذا التصرف الأحمق أهانت الكرامة الوطنية التركية .
والاهانة كانت كبيرة إلى حد أنها أثارت الغضب ضد وزارة الخارجية الإسرائيلية حتى داخل إسرائيل، حيث انتقدت هذا التصرف عدة صحف إسرائيلية، وقالت صحيفة "هآرتس" :"لإكمال المسرحية كان ينقص فقط أن يطلب أيالون من السفير اوجوز أن يدوس على علم تركيا".
وقال المدير العام السابق للخارجية ألون ليئيل أن الحادثة تدلل على وجود دبلوماسية إسرائيلية جديدة يبتكرها ليبرمان، ستجعل الخارجية الإسرائيلية مثارا للسخرية في العالم كله.
وطالب الأتراك باعتذار رسمي ومكتوب وحصلوا عليه في سابقة إسرائيلية لم تحدث من قبل، وأشارت وسائل الاعلام التركية إلي الاعتذار باعتباره "اذعاناً اسرائيلياً لتركيا مؤكدة ان هذا الامر يشكل سابقة لاسرائيل التي لم تستطع فرض عنجهيتها علي تركيا".
وفعلا لم يسبق للإسرائيليين الاعتذار لأحد رغم كثرة جرائمهم ، حتى إنهم لم يعتذروا للأمم المتحدة عندما قصفوا المنشآت الدولية خلال عدوانهم على قطاع غزة في ديسمبر عام 2008، واكتفوا بالحديث عن دفع تعويضات للمنظمة الدولية بقيمة 10 ملايين دولار.
ولكن انحناءها أمام تركيا يؤكد قوة أوراق الضغط التي تملكها أنقرة وهددت بها إسرائيل، ويعكس أيضا فهم القادة الأتراك كيفية التعامل مع العجرفة الإسرائيلية.
ويكشف ان الصهاينة جبناء لا ينصاعون إلا للقوة. فالقادة الأتراك لم ينظروا إلي أي مصالح آنية أو مستقبلية مع إسرائيل وكان كل همهم استرداد الكرامة الوطنية التركية التي حاول أحد الصهاينة إذلالها.
وأعتقد ان جول وأردوغان وغيره من حكام تركيا استشعروا عظمة تاريخهم وقوة الخلافة العثمانية التي حكمت إمبراطورية إسلامية واسعة امتدت حتى أواسط أوروبا..واستمرت عدة قرون.
وفي الوقت نفسه يعلم الإسرائيليون أنها ليست المرة الأولى التي يتخذ فيها الأتراك موقفا صلبا وواضحا من الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني. فقد مرت العلاقات بين البلدين بعدة أزمات منذ الاعتراف التركي بإسرائيل عام 1949. ، فبعد عدوان عام 1967 احتجت تركيا بشدة على احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
وفي عام 1980 أنزلت أنقرة علم الممثلية الدبلوماسية الإسرائيلية لديها ردا على قرار الأخيرة ضم القدس الشرقية واعتبار القدس الموحدة المحتلة عاصمة أبدية لإسرائيل. وفي عام 2002 وصف رئيس وزراء تركيا السابق بولنت أجاويد حملة الجيش الإسرائيلي على مخيم جنين بأنها إبادة للشعب الفلسطيني.
وتصاعدت الانتقادات التركية بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة في ديسمبر عام 2008 ، ووصفها اردوغان بالحرب الإرهابية ضد مدنيين أبرياء. ولم تكتف تركيا بالانتقادات الكلامية بل اتخذت إجراءات عقابية بمنع إسرائيل من المشاركة في مناورات عسكرية مشتركة على الأراضي التركية في الصيف الماضي.
النموذج التركي للتعامل مع إسرائيل رسالة موجهة لكل الإطراف التي تتعامل معها خاصة نحن العرب. فليس من الصائب أبدا أن نظل رافعين خيار السلام كخيار عربي وحيد في مواجهة الاعتداءات والاستفزازات الإسرائيلية المستمرة __________________ | |
|