موضوع: عمـر سليمـان هو يصبح رئيسا لمـصر السبت يناير 16, 2010 4:48 pm
اللواء عمر سليمان*..مدير المخابرات المصرية السيد عمر سليمان يتولي حاليا* منصب مدير المخابرات العامة المصرية،* ويمسك بالعديد من الملفات المهمة خاصة ما يرتبط منها بالعلاقات المصرية - العربية وفي المقدمة منها ملفا فلسطين والسودان*. ويبدو أن الثقة التي يتمتع بها الوزير عمر سليمان من قبل الرئيس حسني مبارك ونجاحه في تحقيق العديد من التكليفات التي يسندها إليه رئيس الدولة دفعت العديد من المحللين والساسة إلي توقع تعيينه في منصب نائب الرئيس ليكون خلفا* للرئيس مبارك في موقعه*.
ورغم أن كافة التحليلات الموضوعية أكدت أن الرئيس مبارك لا يميل إلي تعيين نائب له،* وأنه أكد أكثر من مرة في تصريحات معلنة أن هذا الأمر متروك للاختيار الشعبي،* غير أن العديد من المقالات والتوقعات تطل علينا بين الحين والآخر لتؤكد أن السيد عمر سليمان هو البديل القادم بلا جدال*.
نشرت صحيفة* 'الديلي تليجراف*' البريطانية مقالا* علي قدر كبير من الأهمية حمل عنوان* 'عمر سليمان - رجل الظل الذي قد يصبح زعيما* لمصر*'.. تضمن استعراضا* لتاريخ الرجل العسكري المولود في مركز قفط بمحافظة قنا عام *٥٣٩١ والذي شارك في حربين مع العدو الإسرائيلي عام *٧٦،* وعام *٣٧،* وقالت الصحيفة إن سليمان يتمتع بعلاقة وثيقة مع الرئيس مبا رك بدأت تتوطد في أعقاب دوره إثر تعرض الرئيس لمحاولة الاغتيال الآثمة في أديس أبابا عام *٥٩٩١. وقد أشارت الصحيفة هنا إلي اصرار السيد عمر سليمان الذي كان مديرا للمخابرات العامة المصرية في هذا الوقت - علي ارسال عربة مصفحة من مصر إلي اثيوبيا قبل محاولة الاغتيال بيوم واحد مما كان له أبلغ* الأثر في نجاة الرئيس مبارك من هذا الحادث الإجرامي*. وقد استعرض كاتب التقرير القدرات الاستثنائية للسيد عمر سليمان في معالجة الأزمات،* ودلل علي ذلك بنشاطه في التوسط لتوقيع اتفاقية لوقف اطلاق النار في* غزة واضطلاعه بمهام عربية عديدة أخري مع ليبيا والسودان والسعودية،* ودوره في كسر شوكة جماعات العنف الأصولية في مصر،* وكذلك علاقاته المتطورة مع الغرب*.
وبعد تحليل حول شخصية الرجل ومواقفه تطرح الصحيفة سؤالا* تقول فيه*: 'هل كل هذا يجعله شخصا* مؤهلا* لقيادة بلد؟*!.. ثم يرد بالقول*: إن صعود نجم عمر سليمان دليل علي اختلاف في أولويات العالم بحسب تعبيره*!!' وبمجرد نشر هذا التقرير قامت العديد من وسائل الإعلام والصحف المصرية والعربية ومواقع الانترنت بنشره،* وراحت تعلق عليه بما يجزم بأن السيد عمر سليمان هو الرئيس القادم الذي سوف يخلف الرئيس مبارك*. والحقيقة أن كل من يعرف شخص الرئيس مبارك يدرك عن يقين أن الرئيس لا يفصح عما يريد بسهولة،*. فهو شخص كتوم،* غير أن لديه قناعة ثابتة وضحت علي مدي الثمانية وعشرين عاما* الماضية وهي أن قرار اختيار نائب الرئيس ليس واردا* في الحسابات الراهنة،* وله في ذلك أسبابه ومبرراته*. صحيح أن ثقة الرئيس في الوزير عمر سليمان كبيرة، وهي ثقة ليست وليدة اليوم أو اللحظة،* وهي أيضا ليست مبنية فقط علي دوره في افشال محاولة الاغتيال في أديس أبابا، وإنما هي نتاج قدرات وأمانة يتمتع بها الوزير عمر سليمان،* وينجزها علي الوجه الأكمل،* ناهيك عن الولاء المطلق لرئيس الدولة،* ورفض الدخول في أية محاور داخلية أو التطلع لأية مواقع قيادية*.
لقد ظل الوزير عمر سليمان لسنوات طويلة يعمل بعيدا* عن الأضواء،* ومعروف عن عمر سليمان النزاهة وقلة الكلام،* فهو يرفض الإدلاء بأحاديث صحفية إلا فيما ندر،* وقد علم أنه عندما قامت إحدي الصحف القومية بنشر دردشة له أثناء زيارة الرئيس إلي باريس اطلع فيها رؤسا ء التحرير علي جهود مصر في رأب الصدع الفلسطيني والسعي لاتفاق التهدئة،* ثار الوزير عمر سليمان وقال*: لم يكن حديثا صحفيا،* وإنما كانت دردشة أردت اطلاعكم عليها فقط*.
كانت كلمات السيد عمر سليمان تعني رسالة واضحة،* أن دوره محدد في إطار معين لا يريد الخروج عنه،* وأنه لا يسعي إلي أضواء إعلامية،* وأنه لا يصح أن ينشر له مانشيتات صحفية، بينما هو يرافق رئيس الجمهورية في زيارة خارجية وأن الرئيس هو الذي طلب منه اطلاع رؤساء التحرير علي أبعاد دور مصر علي الساحة الفلسطينية*.
من هنا يمكن فهم شخصيةالوزير عمر سليمان،* فهو ليس كغيره من الباحثين عن المناصب،* أو الساعين والزاحفين إلي الأضواء علهم يرسخون واقعا* أو يلفتون الأنظار،* إنه يعمل فقط كجندي ملتزم داخل مؤسسات الدولة وليس خارجها*.
إن كثيرا من المحللين يرون أن السيد عمر سليمان يترجم مواقف الرئيس ترجمة صحيحة فهو لا يزايد ولا يتخذ قرارات بعيدا* عن رؤية الرئيس وأفكاره وعرضها،* علاوة علي ذلك أنه ناقل أمين لهذه الأفكار،* إلي جانب أنه ينقل إلي الرئيس صورة الواقع بكل أمانة ودون تهوين أو مبالغة*. ولا شك أنه شخصية ثرية وتتمتع بثقة كبيرة من رئيس الدولة سوف تكون بلا جدال محل نقاش وجدل كبيرين في كافة الأوساط خاصة الأوساط الغربية التي لا تكف عن الحديث عن البديل الذي سيحكم مصر بعد الرئيس*. ويبدو أنه بعد استنفاد الحديث عن سيناريو التوريث وأبعاده،* جاء الحديث الآن عن السيد عمر سليمان باعتباره البديل الأكثر طرحا* هذه الأيام،* وأمثال هؤلاء بالتأكيد يكررون ذات السيناريو السابق مع السيد جمال مبارك،* غير أنهم هذه المرة يبدو أن هدفهم هو السعي إلي محاولة الوقيعة داخل النظام*.
إن التحليلات التي تشير إلي السيد عمر سليمان كبديل لا تستهدف طرح رؤية موضوعية مستندة إلي معلومات حقيقية وجادة يمكن الوثوق بها،* لكنها مجرد أطروحات،* الهدف منها إحداث حالة من البلبلة داخل البلاد،* وربما نكاية في السيد عمر سليمان ذاته،* خاصة بعد القرارات المصرية الأخيرة التي اتخذها الرئيس في أعقاب رفض رئيس الوزراء الصهيوني ايهود أولمرت الموافقة علي اتفاق التهدئة وفتح المعابر بدون الافراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط،* مما استدعي سحب مصر لوفدها التجاري المفاوض وفتح معبر رفح لفترة محددة،* ثم وهذا هو الأهم اتمام طريق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية في اتفاق فتح وحماس،* ثم عقد جولة المفاوضات بحضور أمناء الفصائل الفلسطينية .
وإذا كان اللوبي الصهيوني يسعي إلي التحريض ضد السيد عمر سليمان وإثارة البلبلة داخل الأوساط المصرية فلا يتوجب أبدا علي النخبة الإعلامية والسياسية ترديد مثل هذه المقولات دون تعليق ودون تحليل لأهدافها،* فالحقيقة أن ما نشرته* 'الديلي تليجراف*' هو ذاته الذي نشرته قبل ذلك العديد من* الصحف الإسرائيلية والأمريكية وكان الهدف معروفا.. وإذا كانت* 'الديليتجراف*' تري أن هناك صعودا لدور السيد عمر سليمان في الوقت الراهن،* فهذا مرده إلي الدور الذي يلعبه في عملية المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية وليس لأن هناك قرارا بإسناد منصب محدد إليه،* أو تركيز الأضواء استعدادا لمرحلة جديدة قد يكون فيها هو البديل*. إنني لا أقول هذا الكلام استبعادا لخيار معين،* ولكني فقط أردت ان أقول انه في* غياب المعلومة الحقيقية والرسمية والجادة،* يصبح الكلام عن هذا الأمر هو مجرد* 'سفسطة*' قد لا تكون بريئة بالمعني الحقيقي للكلمة*. إن وقائع الأحداث تؤكد انه مع كل أزمة مصرية تجري مع إسرائيل يتحرك الإعلام الغربي ليحاول بث معلومات هدفها التحريض أو إثارة الجدل داخل مؤسسات الدولة المصرية أو إشغال الرأي العام المصري بوقائع تكون إلي حد كبير بمثابة رسائل ملغومة*.
علم بلدك
السبت يناير 16, 2010 4:48 pm
