افتراضي من باب العادة

" من باب العادة "
هم أرادوا ولد لذلك كان من نصيبهم البنات كى يأتى ولى العهد،الأمر أشبة بالتضحية ،لا هو ليس كذلك ظاهرهُ تضحية باطنة عناد،عناد مع القدر ،ويبتسم لك أخيرا ً،لكنة العكس تماما فلقد أخذ منك مال ،صحة ،عُمر وأشياء أخرى....
لم يفهموا ذلك أبدا ً،تحكمت بهم عادات الأموات توارثوها حتى علموا من الطبيب أن الولد يسكن رحم الأم مستقرا ً هانئا ً،فأقاموا الأفراح والليال الملاح وكأن ولى العهد سيرث مملكة السعادة....
لكن (لابد ما يموت شئ عشان يحيا شئ)، ماتت هى ،بقى المولود ، لم يهتم هو كثيرا ً،فالمهم ولى العهد ،المرأة دائما تتعوض،هناك ألف غيرها دائما...
بناتة والرضيع كانوا يفهموا شعور الوحدة فبكوا ،ولكنهم لم يفسدوا فرحتة ،حتى الصوان ،العزى،أصوات الأهل الناحبة فى جمل هذا الموقف (شد حيلك)، كان يرد حابسا فرحتة وكأن الأبتسامة ستفر من عينية (الشدة على الله !)..
يريد أن يصّدق المقرئ ،أن ينصرفوا ،فما فائدة هذا الأن ؟!
من ذهب ذهب ولن يعود،صحيح أنه أحبها بعمق من قلبة ولكن من شّب على شئ شاب علية ،تلك هى عاداتهم ،العادة أقوى من أى شئ أخر عندهم، أنها الطباع التى تسرى فى العروق ،أنها روتين اليوم ...
وأنتهى الحداد ،ليستمع إلى بكاء الرضيع ،بكاء لا يتوقف ،كيف وقد أنفصل عن مصدر الحياة ،الأم؟!
خاف على الرضيع كثيرا جدا ً،بعد ما فشلوا من تبرعوا لأرضاعة لتهدئتة ،نصحتة أحداهن بأن يأخذ المولود للحكيم،وكان ردة ( أبنك نازل عندة خلل فى جهازة التنفسى ومش هيعيش أكتر من شهرين ! )...
بكى ،تحسس دمعاتة، تذكر أن فى بلدهم الرجال لا يبكون أبدا هذة هى العادات، لكنة بكى ،بكى كثيرا ً، فأرتمى فى حضن أبنته الكبرى فهدأته كأم حنون فهدأ...
وظل الرضيع فى المستشفى ،تمارس دور أمة أختة الكبرى التى ما فارقتة ،يجلس كل يوم بجوارة يبكى ،يتقرب بالدعاء ،وتقرب بالصلوات الصدقات ،يسأل الطبيب يعطية بعض الأمل لكن نظرتة دائما كانتً عكس قولة ،ورأى بعينة حالة الرضيع تسوء أكثر فأكثر فساءت حالتة ،وفى يوم وهو عائدا ً إلى البيت بعد زيارة طويلة وبكاء طويل متكئا ً على عصايته سقط مغشيا علية، فحملوة إلى سريرة،فأعترض فحملوة إلى المستشفى ،فنظر نظرة أخيرة إلى الرضيع وأبتسم...
(أنتا بتعيط يابابا)...لم أنتبة له ألا وهو يمسح دموعى وأنا ناظرا إلى صورة والدى فأحتضنتة فسألنى(هو فية أية يابابا؟!) (أبدا أفتكرت جدك) فتمتم (الله يرحمة) فأعدتها فى سرى مرات